أخطاء شائعة في الرجيم والحميات الغذائية

عندما نسمع مصطلح ” حمية غذائية ” يتبادر إلى أذهاننا ذلك النظام الغذائي القاسي الخالي من أي منكهات ومطيبات. هذه الفكرة التي تسبّب لنا النفور من اتّباع أي حمية غذائية، ولكن قد يكون هذا غير صحيح! نعم، فالمفهوم المتداول لمعنى ” حمية غذائية ” عند غالبية الناس هو على الأرجح مفهوم أو عدّة مفاهيم خاطئة، فحمية غذائية لا تعني أن نتناول الطعام بدون نكهة أو بدون أي مطيبات، أو أن نتناول صنف واحد فقط من الطعام في الثلاث وجبات الرئيسية، أو حذف عنصر أو مجموعة عناصر من الوجبات الرئيسية ظناً منا أنها هي السبب في زيادة الوزن .

هل الدهون والكربوهيدرات تسبب زيادة الوزن حقًا ؟

يميل البعض الى حذف واستبعاد النشويات من الوجبات و التي تعتبر جزءاً من الكاربوهايدرات ويطلق عليها اسم (الكاربوهايدرات المعقدة).

وكما نعلم أن الكاربوهايدرات هي المصدر الرئيسي المسؤول عن إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لِأداء وظائفه المختلفة عن طريق تحويلها إلى “جلوكوز” إذ لا معنى من استسقائها من ضمن عناصر الوجبة الرئيسية بل وقد ينجم عن نقصها بعض المشاكل الصحية التي قد يكون الشخص بِغنى عنها .

مصادر النشويات (الكاربوهايدرات المعقدة) :

هناك العديد من مصادر النشويات (الكاربوهايدرات المعقدة) في حياتنا مثل :

  1. الأرز، الشوفان و الشعير .
  2. البطاطا و البطاطا الحلوة .
  3. المخبوزات بأنواعها .
  4. البقوليات مثل اللوبيا و العدس و الفول .

حذف عنصر الدهون تمامًا من النظام الغذائي :

أما بالنسبة إلى الغالبية التي تحذف عنصر “الدهون” تمامًا من نظامها الغذائي، كما هو الحال مع النشويات، ظناً منها أنها سبب في زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم!  فهذا أيضًا معتقد خاطىء، إذ إن الدهون تعتبر عنصرًا مهمًا جداً لا يجوز حذفه من النظام الغذائي، ولكن لا يعني هذا أن نتناولها بنسبة كبيرة بل يجب أن يكون استهلاكها حسب احتياج الجسم أي بنسب معقولة .

فوائد الدهون الصحية :

من فوائد الدهون الصحية أنها تساعد على امتصاص بعض الڤيتامينات التي تكون ذائبة في الدهون مثل ڤيتامين أ، د ، ك ، ه ، وهناك أيضاً بعض الأحماض الآمينية و أحماض دهنية لا يستطيع الجسم تصنيعها و يجب الحصول عليها عن طريق تناول الدهون، بالإضافة إلى ذلك فإن الدهون لها دور أساسي في تنظيم عملية التمثيل الغذائي ( الأيض ) والتي بدورها تساهم في حرق الدهون المختزنة في الجسم وإمداد العضلات بالطاقة إيضاً وبالتالي المساعدة في نزول الوزن.

 

أمثلة عن الدهون الصحية :

  1. الدهون النباتية متل زيت الزيتون و زيت جوز الهند و الأفوكادو .
  2. الدهون الحيوانية والتي تتواجد غالبيتها في الكائنات البحرية متل سمك السالمون، الجمبري أو الروبيان أو صراصير البحر .

أخطاء شائعة في الحميات الغذائية :

من بعض المفاهيم و الحميات الخاطئة المنتشرة أيضاً هي تكرار الوجبة ذاتها في جميع الوجبات الرئيسية لليوم الواحد مثل ما يسمى ( رجيم اللبن والتمر ) و ( رجيم البطاطا المسلوقة ) حيث يعتمد هذا النظام الخاطىء على تناول صنف واحد أو صنفان لا أكثر خلال اليوم، أي في وجبة الفطور، الغداء والعشاء يتناول اللبن و التمر فقط ! أو يتناول البطاطا المسلوقة خلال اليوم بأكمله!

 

هل يمت هذا للصحة بأي صلة ؟!

قد يخسر الشخص الوزن ويصل للرقم المرغوب فيه على الميزان ولكن! سوف يخسر بالمقابل العديد من عناصر الجسم المهمة التي قد يظهر نقصها على هيئة أعراض مرضية على جسم الانسان مثل الدوار و التعب و الإرهاق المستمر و الخمول و العديد منها بالإضافة إلى أن الجسم سوف يخسر عنصر البروتين المتمثل في بناء الأنسجة العضلية بالجسم والذي يساهم نقصه في ترهل الجلد أثناء رحلة نزول الوزن لأصحاب الأوزان العالية .

الحميات الغذائية ذات السعرات الحرارية المنخفضة جدًا :

 

وأما بالنسبة إلى الحميات التي قد يمكن أن تشمل جميع العناصر الغذائية ولكن ليس بصورة كافية مثل حمية ال ( ٨٠٠ سعرة حرارية و أقل ) أو الحميات التي تقتصر على وجبة او وجبتين خلال اليوم كحد أقصى  أو ما اسميها ( حمية المجاعة )، هذه أيضًا من الحميات الشائعة والخاطئة جدًا .

 

الاحتياج اليومي للعناصر الغذائية اللازمة لجسم الإنسان :

هذا ومع الأسف ما يتداوله الناس بينهم وقد يكون أخصائي التغذية أو الطبيب هو من قدّم هذا النوع من الحميات إلى الشخص، وهذا النوع من الحميات أيضاً خاطئ و لا يعطي الصورة الكافية من الاحتياج اليومي للعناصر الغذائية اللازمة لجسم الإنسان،  فمفهوم الحمية الغذائية لا يعني بتاتاً تجويع الجسم و منعه عن الأكل لساعات أو قد يصل إلى البعض للنوم جائعاً وهذا خاطئ تماماً ! بل يجب على الشخص تقسيم وجباته من الطعام على حسب احتياجاته من السعرات الحرارية فيما لا يقل عن أربع او خمس وجبات خلال اليوم .

متوسط احتياج السعرات الحرارية لكلا الجنسين :

متوسط احتياج المرأة من السعرات لا يجب أن يكون أقل من ١٠٠٠ سعر حراري و بالنسبة للرجل فلا يجيب أن يقل عن ١٢٠٠ سعر حراري، – إلا ما قد يمكن أن يكون استثنائياً جداً لحالة مرضية أو ما شابه – وكل شخص يختلف احتياجه من السعرات عن الآخر ومن العوامل التي تلعب دور في تحديد السعرات اللازمة عُمر الشخص و وزنه و طبيعة نشاطه اليومي و العديد من العوامل الأُخرى .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اللغة